سرطان الأطفال جمعية نور للإغاثة والتنمية

عن أميرة ورحلة الألم التي يحكمها الأمل

“السرطان أحياناً بيتعّبني وبوجّعني، بس ما رح يمنعني من إني عيش وشوف رفقاتي كل يوم”، تقول الطفلة أميرة ذات الـ 6 سنوات، في إحدى جلسات الدعم النفسي في مركز سليم المجتمعي بالسويداء.
بابتسامة على محياها تحمل في طياتها ألماً كبيراً، ولكن أملاً أكبر، ترافق أميرة والدتها لحضور جلسات الدعم النفسي التي تقام في المركز للأطفال مرضى السرطان وأهاليهم، حيث تلتقي بأصدقاء عرفتهم من خلال هذه الجلسات، اعتادت على قضاء أوقات مسلية ممتلئة بالهدوء معهم.
ويعتبر مرض السرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، وعبئه آخذ في الازدياد، وبحسب منظمة الصحة العالمية، وتعدّ الرعاية الملطّفة المقدمة للأطفال عنصراً أساسياً من عناصر الرعاية الشاملة التي تبدأ بتشخيص المرض وتستمر طوال مدة مرحلتي العلاج والرعاية، وبصرف النظر عمّا إذا كان الطفل يحصل على العلاج بنيّة الشفاء أم لا، بحسب المنظمة.
وتتطلب معالجة عبء السرطان اتباع نهج متعدد القطاعات ومتعدد التخصصات وقائم على الأدلة يستند إلى التغطية الصحية الشاملة للوقاية الفعّالة من السرطان، والكشف المبكر والتشخيص والعلاج والرعاية التلطيفية، والرعاية التلطيفية هي علاج لتخفيف الأعراض الناجمة عن السرطان ولتحسين نوعية حياة المرضى وأسرهم، ويمكن أن تساعد الناس على العيش براحة أكبر.
وبخلاف السرطان الذي يصيب البالغين، فإن الغالبية العظمى من أنواع سرطان الأطفال مجهولة الأسباب. وقد سعت العديد من الدراسات إلى تحديد أسباب سرطان الأطفال، ولكن عدداً قليلاً جداً من أنواع سرطان الأطفال ناجم عن العوامل البيئية أو العوامل المتعلقة بنمط الحياة، وينبغي أن تركّز الجهود المبذولة في مجال الوقاية من سرطان الأطفال على السلوكيات التي تقي الطفل من الإصابة بالسرطان الذي يمكن الوقاية منه عندما يصبح بالغاً.
وتقول مديرة الحالة في مركز سليم نادين شهيب
“فكرة الدعم النفسي والعائلي والمجتمعي تنبع من الداخل ومن إيمان الشخص بشفائه وهذا يعني دعم نفسية المريض وتمكين قدرته على مواجهة المرض ومحاولته للتخلص منه وهذا ما نسعى إليه من خلال الجلسات”.
“رغم أن السرطان لا يميز بين قوة الكبار وبراءة الصغار، إلا أن حياة أميرة مفعمة بالنشاط، وتتابع جلسات الدعم النفسي مع والدتها وتزداد ثقتها يوماً بعد يوم بأنها ستتغلب على هذا المرض”، تضيف مديرة الحالة.
قد لا تعرف أميرة أن هناك يوماً عالمياً لسرطان الأطفال، وقد لا تعرف شعارا له أو تصريحات القائمين عليه، ولكنها تقول
“رحلة وتجربة فيها ألم كتير، بس أمي دائماً بتقلي انو لازم يضل الأمل موجود، وأنا عندي هاد الأمل”.
 يذكر أن جمعية نور للإغاثة والتنمية ومن خلال مراكزها المتوزعة في المحافظات، تستمر بإقامة جلسات التوعية بهدف تقديم الدعم النفسي والمجتمعي الذي يعتبر خطاً موازياً لرحلة العلاج التي يبدأ بها المريض، بهدف تحسين نفسيته ويزيد من قدرته على مواجهة المرض والتخلص منه.
 (الصورة من أرشيف عمل فريق الزاهرة)