أُمّ خالد تهزم حاجز العمر في سبيل العلم

قصّة نجاح بطلتها سعديّة رضوان شتات (أمّ خالد)، من مواليد 1931 في مدينة حيفا بفلسطين، تبلغ من العمر ثلاثاُ وثمانين سنة وهي أم لعشر أولاد، ولديها من الأحفاد ثلاثة وأربعون حفيداً وحفيدة.

حاربت أمّ خالد الأمّية بكل ما أُوتيت من قوّة، فبعد أن كانت لا تُجيد القراءة ولا الكتابة اجتهدت وتحدَّت كلّ الصّعاب رغم كِبر سنّها، والتحقت بدورة محو الأميّة التي افتتحتها جمعيّة نور للإغاثة والتنمية في مركز جولان بالزاهرة بتاريخ 15/6/2016.

“اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد” بهذا القول ابتدأت أُمّ خالد حديثها، مُتابِعةً “ علينا أن نتعلّم ونطلب العلم منذ أن نلد حتى نموت، وما دفعني حقاً للالتحاق بدورة محو الأمّية في مركز جولان هو رغبتي بقراءة القرآن الكريم فذلك حلمي، لذا حاولت أن أتدرّب على كيفيّة كتابة الحروف وقراءتها، وبفضل ما علّمتني إيّاه المدرّبة (رائدة عمايري) أصبح بإمكاني الآن كتابة أيّة كلمة وتقطيعها وإعادة كتابتها من جديد، كما أصبح بإمكاني القراءة بشكل جيّد ما جعلني أحقّق رغبتي وهدفي لأستطيع تلاوة القرآن، واستطعت”

مدرّبة محو الأمّية (رائدة عمايري) تقول عن إرادة  أم خالد على التعلم:

“أمّ خالد أتت في بداية الدورة لا تعرف القراءة ولا الكتابة أبداً، لكنّي لمست تحسُنّها الهائل مقارنةً بأيّ طالب يدخل إلى المدرسة في بداية مراحله، والذي ساعدها أكثر هو وجود الحافز القوي عندها للتعلّم، فمن خلال تعليمها كيفيّة كتابة الأحرف مع الحركات وكيفيّة وصلها، ومدّ الحرف وكيفيّة التقائه مع الحروف الأخرى والمتحرّكة، كانت أم خالد تستطيع تطبيق كلّ ذلك بشكل سليم، وأصبح بإمكانها كتابة أيّة كلمة وتقطيعها بشكل صحيح”.

وأضافت المدرّبة: “أُمّ خالد امرأة مليئة بالحيويّة والنشاط والطموحات، معروفة باجتهادها ونشاطها، فهي ذات همة عالية، تأتي رغم سنّها باكراً، تسأل العديد من الأسئلة الذكيّة وتستفسر عن التفاصيل، محبّة للمشاركة، تحمل روحا إنسانيّة دفّاقة، عميقة الحسّ، تغمُر المحيطين بها بطيبتها وحبّها للخير للجميع”.

وفي نهاية اللقاء، أَخَذَت أُمّ خالد تُسمعنا قراءتها لسورة من القرآن بصوتها العذب، كانت جذلة وهي تتأمّل حروف القرآن، تستطيع أن تنظُر إلى الآيات، تستطيع أن تُهجِّئ الكلمات، شعور لا يوصف لا يعرِفهُ إلّا المحروم من العلم سنوات طويلة.

تحقيق النجاح ليس له سِنّ، فيمكنُك تحقيق حلمك في أيّ وقت، سواء كنتَ شاباً أو عجوزاً.

وأُمّ خالد أكبر مثال يُمكننا التطلُّع إليه بفخرٍ وإعجاب، لإيمانها الشديد بحلمها الذي وجدتهُ في جمعيّة نور وحاربَت لتحقيقهِ رُغم عُمرِها.