وئام أول فتاة تلتحق بدورة صيانة الكهرباء في جمعية نور

بين 8 شبان، تقف فخورة بدارتها الكهربائية التي صنعتها بيديها، وعلى وجهها آثار الإنجاز، عيناها تدققان بكل شريط وقاطع ومجسم، وفكرها يدور حول الخطوة التالية.

يستغرب كل من يراها تحمل صندوق العدة الخاص بالصيانة وتدخل قاعة الكهرباء المنزلية بين مجموعة شبان.

هي فتاة لكنها كسرت القاعدة التي تقول أن مهنة الكهرباء وصيانتها حكراً على الرجال.

وئام، ابنة ال 23 ربيعاً،  شابة في مقتبل العمر هجرت منزلها قبل حوالي ثلاثة  أعوام في مخيم اليرموك، لتنزح مع عائلتها إلى منطقة صحنايا وتبدأ بتأسيس حياتها هناك.

التحقت وئام بكلية الهندسة الكهربائية في عام 2012، وبدأت بها مشوارها المهني الذي أحبته بصدق، ووجدت فيه شغفها، إلى أن قادها الطريق إلى جمعية نور وما ان وصل اليها بروشور الدورات، حتى لفت نظرها عنوان دورة صيانة الكهرباء من بين مجموعة الدورات التي يقدمها مركز التأهيل المهني في صحنايا، وما لبثت أن ألحقت اسمها بالدورة لتكون أول فتاة تسجل في هذا الاختصاص بالمركز.

“استغرب الشباب حين وجدوني بينهم، كفتاة تريد تعلم صيانة الكهرباء، وكان ردي بأن الأنثى ليست نصف المجتمع فقط، بل ستصبح المجتمع كله”.

لم تجد وئام مشكلة في كونها الفتاة الوحيدة في دورة صيانة الكهرباء، بل على العكس تماماً تقول :”منحني المركز الكثير من الراحة في التعامل، ودب فيّ روح النشاط والعمل لمجرد دخولي إليه”.

وتضيف: “أردت أن أصنع من نفسي شيء مميز، أحببت التحدي منذ صغري، ووجدت في مركز بداية ما أحببت حقاً، وتلقيت الدعم اللازم من عائلتي، التي شجعتني على التعلم مهما كان، طالما هو شغفي”.

أما  عن الهدف الأساسي لالتحاق وئام في الدورة تقول: “رغبتي في تطوير نفسي بمجال دراستي، وصنع شيئ مختلف عن بقية الفتيات بجامعتي، كما أنني أردت تعلم أشياء عملية لا تقدمها الجامعة”

وتضيف :” أصبحت قادرة على وضع مخطط لجميع الدارات الكهربائية لمنزل كامل، بالإضافة لقدرتي على صناعة التمديدات، وفي المستقبل لست بحاجة لفني صيانة كهرباء حين تعرضي لأي عطل في منزلي”.

أكثر ما أحبته وئام في الدورة هو الجو الأخوي الذي تحظى به مع بقية زملائها تقول:” منحنا الاستاذ نضال جو رائع، وأخوي، ويحثنا دائما على التفاعل مع الدرس بشكل عملي وممتع، حيث يقوم أحد الطلاب بالبحث عن معلومات جديدة وتقديمها للبقية، أصبحنا أسرة صغيرة وأصبح درس الكهرباء بالنسبة لي ترويح عن النفس ومتعة لا أجدها في الجامعة”.

وتختم وئام حديثها قائلة :” أشجع كل فتاة لديها طموح، بأي مجال كان، أن تدخله طالما هي مقتنعة به، وتتطور نفسها به، لترتقي للأعلى، وأمل ان اصبح يوما ما مهندسة كهرباء اخدم بلدي وأطوره “.