سننهض معاً يا راحة الذين لا راحة لهم

سننهض معاً يا راحة الذين لا راحة لهم

السيدة الأولى أسماء الأسد

سننهض معاً يا راحة الذين لا راحة لهم

تحديان، أم تحديات.. أفكر بالذي تمر به السيدة أسماء الأسد، أتأمل الإصرار الذي لديها، أفكر وأتفكر، وأتيقن بأنها ستنتصر، حين غافلها المرض اللعين في المرة الأولى، عشنا ألمها، وعشنا وجعها، وتأكدت مثلما تأكد الجميع بأنها ستتجاوز محنتها/محنتنا، وستعود بيننا قامة تدفعنا وتدفع البلد إلى الحياة.

اليوم بينما تواجهين المرض اللعين مرة أخرى، نتألم، نتوجع، وكلنا يقين بأنك ستعبرين هذه الأزمة الجديدة، ولم يخب ظني، فقد أعلَمتِنا بأنك تصرّين على العلاج، وتتحدين المرض، ومن مثلك سيدتي، ليس بوسعه إلا أن يفعل ذلك، ومثلك سيدتي يستحق الحياة، ومثلك وكم نحن مثلك، تعلمنا معك بعد “العشرية السوداء” أن بوسعنا أن ننهض، أن نعلو رفعة وهامة وشآم، وأن نكون للبلاد أبناء أوفياء للذين ضحوا من أجل البلاد، وللذين رفعوا من تراب البلاد شجراً، وللذين سيرفعون بإرادة القائد حجارة البلاد عمراناً.

إن هذه البلاد يا سيدتي، تصعد كل يوم، ترتفع نحو الأعالي بشبابها المزهر، هذا الشباب الذي أقمت له ومعه مؤسسات وجمعيات، يعملون من خلالها لمجتمع وشعب عظيم، مثلاً حين هبّ الشباب لمساعدة أهلهم ضحايا الزلزال، كان زرعك قد أثمر، وحين يمرون على البيوت في الأعياد لمساعدة المحتاجين من المتعففين، كانت سقياك قد أنبتت.

سيدتي نحتاجك بيننا، لقد زاد وعي الإرادة لدينا وزادت معرفتنا بطاقاتنا، وصار بوسعنا أن نمضي قليلاً إلى الأمام، لكننا نحتاجك، لأننا نحتاج الدافع المحفز المبتسم، نحتاج هذه القوة الصلبة والناعمة في آن معاً لنكمل، فالمهمات كثيرة والغد أمامنا، سنعمّر سورية، ونرفع من شأنها عالياً، منارات تنير للأجيال القادمة في سورية العظيمة.

“نحب البلاد.. كما لا يحب البلاد أحد” كما قال شاعر تونس الصغير أولاد أحمد، مثل حبك لها، وحبنا لك، لكننا نحتاج رأيك ورأي القائد، فأنت وسط عائلتك ونحن وسطكم أفراداً من عائلة كبيرة اسمها الشعب السوري العظيم.. هذا الشعب الذي تحمّل ما تحمّل خلال سنوات من القتل والتدمير، وصبر وصمد، حتى عادت البلاد، ويصبر ويصمد الآن حتى يعود كل شيء كما كان، بهمة الجميع، وبينما نعافي سورية، وتتعافين، ننتظرك حتى نكمل المشوار معاً ونعيد البلاد إلى ألوانها، ألوان الحب والحياة.

السيدة أسماء، قد يبدو الكلام أعلاه كلامي عن نفسي، لكن وبكل وضوح الحق، أقول لك إن هذا الكلام كلام المحبين في أرجاء سورية، كلامهم وهم يرجون عودتك البارحة قبل اليوم، واليوم قبل الغد.. وإننا معك ومع عائلتك على العهد الذي عاهدنا به سورية.

السيدة أسماء، أعيد قولي بصيغة أخرى، كنت تعلمين أو ربما تواضعتي عن معرفة أنك شكلت عبر عقدين وأكثر مثالاً عظيماً للشباب في سورية، وكذلك عبّرت في عملك عن ملايين العائلات في سورية، تلك التي عرفت أو توقعت ألمها، فأقمت من أجلها المشاريع الداعمة والمساعدة، ومن خلالك أصبح العمل مبنياً على معرفة دقيقة للاحتياجات، ومبنياً على دراسات دقيقة للمناطق والمجتمعات، هذا البناء التأسيسي، أدى إلى أن تكون كل المبادرات متكاملة، ومتعاضدة، وكلها قائمة من أجل هدف واحد، مجتمع سعيد وجميل ومفيد، يرحم بعضه بعض، ويعمل من أجل بعضه، ويتداعى من أجل بعضه، ليحقق فعلاً مقولة أنه جسد واحد، وهذه سورية، جسد واحد، كل واحد، لا يتفرق، ولا يمكن له أن يتفرق، أو ينتزع منه عضو مهما طال الزمن، وإن مرت غيمة سوداء، فإن بعدها ربيع ومطر جميل ينعش الأرض ويخرج عدسها وبصلها وعسلها.

السيد الرئيس بشار الأسد، عليّ أن أعلنها عالية علو السماء، لستم وحدكم في المحن، كما أخذتنا معك في المعركة خلال سنوات الحرب الطويلة، نستمر معك، ونستمر حتى لا نتوقف كما أشرت غير مرة، بأن العمل من أجل الوطن، ليس وقت الفراغ، بل لا فراغ في العمل من أجل الوطن، ونحن شعبك كما نحن عائلتك.

مثلما بدأت أختم،

السيدة أسماء، عشت التحديات التي مرت، ونجحت في اجتيازها كلها، وها أنت أمام تحد جديد، وكلنا ثقة بأنك ستنجحين أيضاً، وتنهضين.

آخر القول وأبسطه: قلوبنا معك

عملنا وعملنا: نكمل الخطط، ونبني المشاريع، ونفتقدك بيننا، وننتظر عودتك بفارغ الصبر.

 

                                                                                                                                     محمد جلبوط