ياسمين.. إرادة التصميم والحلم التي لا تنطفىء

“لا مستحيل مع الإرادة.. فبها يعرش فوق أحلامنا الياسمين”

“لا أملك الإرادة.. عبارة يتوارى خلفها العاجزون أنا أقوى من أن أصبح عاجزة.. بل أنا القوة”، بهذه الكلمات دفنت ياسمين عودة ابنة الخامسة والعشرين عاماً فشلها وحزنها بعدما سيطر على حياتها لسنوات واستطاعت أن تواجه قسوة هذا العالم بأمل وبسمة لتصبح قصة مميزة للنجاح وتبدد ظلمة روحها بمنارة لن تطفئها كل عواصف العالم.

جاءت ياسمين إلى مركز المرأة في الحسينية حاملة في أعماقها حالة نفسية مدمرة كادت أن توقف أنفاسها وتطفئ شموع قلبها، قابلت مديرة الحالة وصال محسن أملاً منها في تفريغ هذا الكم الهائل من حطامٍ كدسته السنين في قلبها المتعب، تسببت إعاقة إحدى يديها بألم نفسي عميق وعَدمَ ثقتها بنفسها لكن ياسمين تمكنت من خلال العلاج الفيزيائي الذي داومت عليه بإشراف المديرة وصال من التحسن بشكل كبير وملحوظ لتعود تدريجياً ثقتها بنفسها وإنها بإرادتها قادرة على صنع المستحيل

جلسة بعد جلسة بدأ يتلاشى ذلك الضباب الذي حجب أيادي النور والأمل من الوصول إلى قلب ياسمين المظلم تحسن وضعها النفسي بشكل كبير أصبحت تبتسم.. تحلم.. تحلق وترسم مستقبلها بيدها التي أصبحت قادرة على إمساك النجوم.

دخلت ياسمين دورة الرياضة وواضبت على التمارين بكل مثابرة للتمتع بعدها بالوزن التي لطالما تمنته، ودخلت فيما بعد دورة محو الأمية لتحقق حلماً في تعلم القراءة والكتابة لتحصل على أعلى الدرجات وتصعد خطوة خطوة إلى القمة.

عطشها لتحقيق أهدافها لم يتوقف فالتحقت بدورة الخياطة لعشقها بتصميم الأزياء ورغبة منها في مزاولة هذه المهنة في المستقبل وفتح مشروعها الخاص بها، وها هي الآن تحيك أحلامها بيديها العاشقة للحياة وتتعلم الخياطة في مركز المرأة بالحسينية.

وتقول ياسمين: “الإرادة نصف الطريق فهي قوة خفية تسير خلف ظهرك وتدفعك بقوة على طريق النجاح وتتنامى مع الوقت حتى تمنعك من التوقف أو التراجع، لقد استطعت بمساعدة جمعية نور من أن أزيل كل العقبات أمامي وأن أتحلى بالإرادة والقوة فقد كان فريقها الرائع جسراً للأمل وبوصلة للنجاح أوصلتني إلى بر الأمان والسعاد”.