ليلى تجد شعاع النور بعد ظلام ظنت انه سيرافقها

لم يكن بوسع ليلى ابنة الـ 15 عاماً إلا أن تنهض وتنفض عن نفسها غبار الحزن والفشل الذي استوطن قلبها لوقت طويل، بعد معاناتها وأسرتها من تبعات النزوح من دير الزور.

واضطرت ليلى لترك المدرسة في الصف السادس، في ظل وضع اجتماعي سيء، وانتقلت وأسرتها إلى منطقة الحسينية بريف دمشق، تاركة وراءها كتبها الدراسية وذكرياتها.

تعرفت ليلى على مركز “بداية” عن طريق إحدى صديقاتها التي جاءت برفقتها إلى المركز، وزارت ليلى مديرة الحالة، ريم حسن، لتبدأ جلسات الدعم المتتالية.

ودُمجت ليلى بعدها في دورة الحلاقة النسائية، التي أحبتها وأتقنتها بشكل مميز، بإشراف المدربة أميرة صالح.

وقالت المدربة أميرة صالح “شغف ليلى بالحياة كان أقوى من الظروف، فتغيرت نفسيتها بشكل كبير، وأصبحت تعلم الفتيات الأخريات التسريحات التي علمتها إياها، فأبدعت بما أحبت تعلمه وجعلته ركيزة تستند عليها للمضي بباقي أهدافها”.

قالت ليلى “رغم كل الظروف التي مرت بنا، تجربتي في “نور” كانت دافعاً كبيراً لي للنظر إلى مستقبلي بنظرة إيجابية، وجعل شخصيتي أكثر قوة وصلابة لمواجهة تحديات الحياة وظروفها”.

وأضافت ليلى “تمنحنا الحياة في بعض الأحيان الفرص التي يجب علينا استغلالها لمستقبل أفضل، وعلينا أن نحارب ونصنع مجدنا بأيدينا لنلامس أحلامنا وتطلعاتنا لغد أجمل وهذا ما علمني إياه فريق بداية الرائع وجمعية نور”.

يذكر أن ليلى عادت أيضا إلى صفوف الدراسةـ بعد أن تسربت لسنوات بسبب الظروف القاسية التي مرت بها، لتسير مهنة الحلاقة النسائية جنبا إلى جنب مع متابعة الدراسة، التي قالت أنها “السلاح الأهم لي في الأيام القادمة”.