رند تهزم الإعاقة وتتفوق على زميلاتها في دورة محو الأمية!

يقال أن “القوة لا تأتي من مقدرة جسمانية، بل من إرادة لا تقهر”، وحكاية رند الجباعي تجسيد لنجاح هذه المقولة التي تبدو من بعيد أنها صعبة التحقيق.

إنها رند الشابة ذات الـ (18عاماً)، التي لم تمنعها إصابتها بالشلل الدماغي من تحقيق حلمها في تعلّم القراءة والكتابة، ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد بل حصلت على أعلى علامة في دورة محو الأمية التي يقدمها «مركز صحنايا».

شكل انضمام رند إلى دورة محو الأمية نقطة تحول في حياتها على الرغم من كل الصعوبات التي عانتها في البداية، إذ أن حالتها الصحية أفقدتها القدرة على التوازن والنطق ما شكل صعوبة لها وللمدربة ماجدة عربي المسؤولة في ذات الوقت، لكنها وبفضل تعاون المدربة لم تتمكن فقط من اجتياز حاجز الإعاقة بل والتفوق على زميلاتها أيضاً.

تحدثنا المدربة ماجدة عربي عن رند عن هذه الرحلة: “عندما رأيت رند للمرة الأولى شعرت بصعوبة الوضع، فلم أكن قادرة على التواصل معها، لكن إصرارها حفزني وبدأت أتعلم لغة الإشارة عبر الانترنت ما حسّن التواصل بيننا، كما واجهتنا صعوبة في الكتابة لعدم قدرتها على التوازن، فخصصت جلسات إضافية لتدريبها، حتى تمكنت من الكتابة على السبورة وبذلك أصبحت قادرة على الإجابة من خلال الكتابة على السبورة، ما جعلها تشعر بالسعادة والمساواة مع زميلاتها”.

وأضافت: “يوماً بعد يوم بدأت رند تذهلنا جميعاً بذكائها وسرعة استيعابها التي سبقت بها جميع المتدربات، بل وكانت شديدة الملاحظة والانتباه أيضاً، وقادرة على تصحيح الأخطاء للمتدربات بشكل فوري، ما حفز العديد من المتدربات”.

الحلم أصبح حقيقة”، تبدأ والدة رند حديثها معنا وعيناها تعبران عن مدى سعادتها وفخرها بابنتها: “لطالما حلمت منذ سنوات بهذا اليوم الذي أرى فيه رند قادرة على القراءة والكتابة، دائماً كنت أقوم بتعليمها في المنزل، وهذه هي المرة الأولى التي تنضم فيها رند لدورة تعليمية، «جمعية نور» لم تفد رند فقط من الناحية التعليمية، بل كان لها أثرها الإيجابي على حالتها النفسية، حيث أصبحت أكثر سعادة وأكثر اندماجاً في المجتمع، وضمن الدورة تمكنتُ للمرة الأولى من ترك رند بمفردها طول مدة الجلسة، مما عزز ثقتها بنفسها، إن هذه التجربة بالنسبة لي ولرند بمثابة تغيير جذري في حياتنا، ولن نتوقف هنا بل ستتابع رند في المستوى الثاني حتى تكمل حلمها”.