الإرادة تصنع المستحيل.. محمد يواصل مسيرة علمه مع ’نور‘

يُحضّرُ طلاب الشهادة الإعدادية أنفُسهم للامتحان الفصليّ الثاني، لكن هناكَ طُلابٌ انقطعوا عن الدراسة لفتراتٍ بسبب الأحداث الجارية في بلدنا، ومُحمد التوّامي من إدلب انقطعَ عن الدراسة بسببِ الظروفِ التي مرّ بها، وانتقلَ من مكانٍ لآخر، ليستقرَ مع عائلتهِ في دمشق.

درسَ مُحمد الصفَ السابع ونجحَ رُغمَ أنهُ في مدينةٍ غيرِ مدينته، يقولُ محمد: لقد اجتزتُ الفصلَ الأول، رُغمَ أنني درستُ آخرَ عشرةِ أيام فقط، وقد حصلتُ على علامةِ جيدة… إلّا أنني كنتُ خجولاً ومتردداً وافتقدُ للثقةِ بنفسي، سمعتُ عن مركزِ جولان من صديقٍ لي.

يبقى محمد هادئاً ومبتسماً، ينظرُ للمقاعدِ في الغُرفة ويقول: “في البداية كنتُ خجولاً، ولا أتكلم إلّا فيما ندر، وخصوصاً مع المُعلمات، ولكنَّني شعرتُ أنني في مكانٍ أستطيع أن ادرسَ فيه، وخصوصاً أنَّ منزلنا مكونٌ من غرفةٍ صغيرة، وإخوتي صغار”.

يتابع: “بدأتُ المُشاركة، وأصبحت لغتي الفرنسية جيدة، وتحسّنتُ في إعراب الجُمل، وحفظتُ كلماتٍ باللغةِ الإنكليزية، أمّا الرياضيات فلقد كنتُ أخشاها واعتقدتُ أنني سأرسبُ في هذهِ المادّة، لكنَ الأستاذ كانَ يدعني أحلُّ المسائل وحتى عندما أُخطئ يقول لي: مُحاولة ممتازة!”

يفكّر محمد قليلاً ثمّ يقول: “الإرادة تصنع المُستحيل، هذا ما علّمني إياه مركز جولان، لا يوجدُ شيء يقفُ في طريق من يريد أن يتعلم”.

“دعم والديّ ومدرستي والمركز، جعلني أشعرُ بأنني سأصبحُ شيئاً مهماً في المُستقبل”.

“عندما أكبُر سأحقق حلمَ والدي، هو لم يُكمل تعليمهُ، ولكنهُ يتمنى أن يرى مالم يُكملهُ فينا، سأصبحُ طبيباً، وسأداوي المحتاجينَ مجاناً، وسأعودُ للمركز، إلى هُنا، لأساعد من كُنتُ مثلهم”.

يقولُ مُحمد خاتماً الحديث: هنا يوجدُ أشخاصٌ معك يساندونكَ، ويقدمون لك الدعم لتنجحَ وتنهضَ ببلدكَ، ولهذا سنكون، لأننا جميعاً نستطيع ذلك.